الاثنين، 3 يونيو 2013

إختتام دورة تكوينية


03 يونيو 2013

اشرفت مديرة مركز الشهيدة النعجة عالي ابراهيم للإعلام و الثقافة الأخت تشلة بشري على اختتام الدورة التكوينية التي أجراها البروفيسور Stephan Ferry and organization of the Afterm

في مجال التصوير الوثائقي استفادت من هذه الدورة 20 شابة صحراوية تابعة لقسم الاعلام بورشة السمعي البصري بالمركز










السبت، 1 يونيو 2013

اليوم العالمي للطفل




مساهمة الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية بمناسبة :                
                                                " اليوم العالمي للطفل"


بريبورتاج مكتوب


حــــــــــــــــول :


واقع الطفولة في ظل اللجوء 

إعداد مركز الشهيدة النعجة عالي ابراهيم للإعلام و الثقافة

    طوال السنوات الماضية بقيت قضية الصحراء الغربية مغيبة طي النسيان ، ورغم شعور الصحراويين ببعدهم العربي والإسلامي إلا أن الرياح لم تكن تجري بما تشتهيه السفن تجاه قضيتهم العادلة والتي لا تعدو كونها قضية تصفية استعمار  فحسب .
 فبعد أن وقع الاجتياح الغادر وتعرض الشعب الصحراوي لأبشع المجازر والترهيب الملكي وحرب الإبادة الجماعية وما تبع ذلك من تشرد وتهجير للآلاف من الأبرياء العزل الذين أخرجوا من ديارهم ، وانتهكت أعراضهم واستبيحت حرماتهم ومنحت ممتلكاتهم للمستوطنين الذين جلبهم الحسن الثاني في المسيرة السوداء ، حينها استصرخ الشعب الصحراوي أمته العربية والإسلامية علها تستجيب للمبدأ القرآني :"وإن استنصروكم فعليكم النصرة " لكن هيهات هيهات ، فلم يستجب لتلك النداءات سوى الجزائر وليبيا أما باقي الدول فأكثرها ساندت العدوان أو شاركت الجريمة كالحكومة الموريتانية في ذلك الوقت بالإضافة إلى بعض الأنظمة الغربية والعربية الأخرى.
   ونحن اليوم نعيش في زمن تطمح فيه الشعوب المستعمرة والمحرومة في كل مكان من العالم لتحقيق تقرير مصيرها ، ونيل استقلالها ، واسترجاع حقوقها المسلوبة، وإنقاذ إنسانيتها من الظلم والاضطهاد، والتحرر من أجنحة الاستعمار ، والنهوض لبناء عالم إنساني مبني على الاحترام والتعاون بدل التظالم والتخاصم .    

إنها وبكل اختصار القضية الصحراوية ومحنة الشعب الصحراوي التي عاشها ويعيشها حتى اليوم ، بسبب جور البعيد والقريب وتحالف أنظمة الفساد في المنطقة لإبادته بدءا من الاستعمار الاسباني مرورا بالغزو المغربي ـ الموريتاني الذي تعرض له الشعب الصحراوي بعد خروج الاستعمار الاسباني وخاض المعركة بنفسه مناضلا على جبهات متفرقة رافضا الاستعمار والضم بالقوة بأي شكل كان ، وفي خضم هذه الحرب الضروس شُرد شعبٌ بأكمله وقُسم شطرين بجدار الذل الفاصل بين المناطق المحتلة والمناطق المحررة وبقى جزء من هذا الشعب يتجرع الألم في المدن الصحراوية المحتلة ونزح الآخر إلى جنوب الجزائر وأقام مخيمات تعيش ظروف صعبة في منطقة تندوف المتاخمة للحدود الصحراوية يقاسي الأمرين : الاحتلال والملجأ .

لم تكتمل معاناة هذا الشعب ، حيث كانت هناك فصول أخرى للمعاناة : الاحتلال واللجوء , التشرد والشتات , السجون والتعذيب , جدار الفصل العنصري الذي يفصل الأخ وأشقائه والزوج وزوجته والأم وأبنائها ، بالإضافة إلى يوميات الموت التي يعاني منها الإنسان والحيوان على حد سواء جراء الألغام المضادة للأفراد المزروعة على طول الجدار والتي تحصد هي الأخرى ما تبقى من أرواح لم تتعبها بعد المعاناة ، أو تصفيها السجون ، أو ينهكها التشرد أو يفنيها الشتات .

إلى جانب هذه المعاناة يشعر الشعب الصحراوي بألم معاناة أخرى تختلف عن الأولى توخز نفسه وتجرح كبريائه , وهو الشعب الذي ناضل ضد المستعمر فقدم الغالي من اجل الحرية فأرغمت نضالاته الأسطورية المستعمر الاسباني وأجبرته على الرحيل من أر ض الساقية الحمراء ووادي الذهب ( الصحراء الغربية ) .. إنها معاناة العربي الذي لم يلتفت إليه حينما كان في أمس الحاجة إليه ..

من السبعينيات بدأت القصة .. قصة الشعب الجريح مع الجار الشقيق ، بدأت معاناة هذا الشعب , التي تختصر قضية أرض .. قضية وطن .. وقضية شعب .. ولكنها فوق كل هذا إنها قضية إنسان اُقتلع من أرضه وشُرد من دياره وحرم أبسط حقوق الإنسان ، فعاني أبناؤه مرارة الحياة ، فحرمهم المستعمر كل شيء .. وزج بهم في أتون حرب لا ذنب لهم فيها، لكنهم كانوا الأكثر تأثرا بها ومعاناة منها..

وعلى الرغم من أن اتفاقية الطفل الدولية هي اتفاقية تستلهم روح المبادئ المؤسسة لاحترام حقوق ألإنسان لأنها تندرج تحت إطار منظومة حقوق الإنسان العامة، التي توافقت عليها البشرية، و شكلت ثمرة جهود جبارة شاركت فيها كل العقول البشرية النيرة التي أعطت للإنسان قيمة و جعلت منه غاية في ذاته، يستحق التقدير و الاحترام إلا أن المعاناة مازالت مستمرة وخاصة الأطفال الذين يعيشون بالملاجئ ، ولعل الطفل الصحراوي الذي يعاني الأمراض والجهل جراء الاضطهاد السياسي الممارس من طرف سلطات الاحتلال ، خير دليل على ذلك وهو اضطهاد خلف آثارا بالغة على وضعية الطفولة الصحراوية.

وفي ظل اللجوء والحرب تفاقمت معاناة الطفل الصحراوي ، فتأثر نفسيا وجسديا وذلك نتيجة غياب الأب المتكرر عن الأسرة بسبب الحرب ، فالأب بالنسبة للطفل يعتبر مصدرًا للأمن و الحماية، ومما لاشك فيه أن غيابه المادي أو المعنوي يحدث اضطرابًا في حياة الطفل، ويتجلى ذلك في مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الطفل بين الحين والآخر ، لاسيما أثناء النوم ،أو على شكل أعراض (نفسية- جسدية) عدم التركيز .. كثرة النسيان .. الميل للعزلة...) ، أو على شكل تغير مفاجئ في السلوك لم يكن معروفًا قبل غياب الأب ، فتضطر الأم لتحمل العبء الأكبر من مسئولية تربية الأبناء في جميع الجوانب، وهذا يؤدي بلا شك إلى تقصيرها في التربية، بسبب غياب  دور الأب  ومسؤوليته في المنزل.

بدأت إدارة الاحتلال في انتهاج سياسة ممنهجة لتجهيل أهل المنطقة وتحويلهم إلى دمى تتحكم فيهم وتقلبهم حيث تشاء فاستخدمت أسلوب التجهيل كأداة لهذه المعركة لأنها كانت ترى التعليم مساويا للوعي ومن ثم الثورة التي تفضي إلى التحرر والمطالبة بالاستقلال .
وفي بدايات اللجوء كان هناك ضعفا باديا للعيان في كل مجالات التعليم ، بدءا بالجانب التحصيلي بسبب ظروف اللجوء القاسية ، حيث له ارتباطات بمختلف الوسائط ، فهناك ارتباطات بالمنهج الدراسي المقرر في حد ذاته و بالتلميذ في حد ذاته كعنصر وكقطب الرحى في العملية التربوية وبالمدرسة كأداة من الأدوات التي يتحصل بها التلميذ على المعرفة كوسيلة وبالأداة كعنصر أساسي في العملية التربوية ،  وله ارتباط كذلك بالمجتمع كقاعدة عامة .. قاعدة ثقافية اجتماعية .. وبالأسرة أساسا التي هي نواة المجتمع والتي هي العنصر الأساسي المكمل للمدرسة ، إلا أن الطفل الصحراوي في ظل اللجوء عاني من إشكاليات جمة وهي أن أطفال العالم يتعلمون من الشارع العام ومن ثقافة المجتمع في حين يقتصر تعليم الطفل الصحراوي من خلال المدرسة باعتبارها هي كل شيء .. الشيء الذي أثر في عملية التحصيل الدراسي وخاصة في مرحلة اللاحرب واللاسلم بعد توقف إطلاق النار ودخول المجتمع في ظروف أخري متميزة ليست هي نفس الظروف المعروفة أصلا .
كما ظهرت أمراض كثيرة دفع الطفل الصحراوي ثمنها غاليا ، فعانى الحرمان وعاش الألم ،  نظرا للوضعية التي يعيشها الشعب الصحراوي .. وضعية كفاح .. وضعية لجوء .. وضعية تشريد .. وضعية حرمان .. وضعية ظرفية متميزة للمجتمع والبيئة والطفل .
فلا أدل على ذلك من مخيمات اللجوء التي يقطن بها الصحراويون ، والتي هي عبارة عن خيم تفتقر لأبسط شروط الحياة .. وبيوت شُيدت من الطين والطوب، وغطيت بالقش أو بالقصدير، لتقي أهلها قساوة برد الشتاء وحرارة شمس الصيف .
إلا أن الدولة الصحراوية حاولت جاهدة أن تجعل من الطفل الصحراوي نموذجا في المعرفة والتحصيل العلمي ، فسنت قانون:  التعليم من حيث المنطلق إجباريا، إناثا  وذكوراً .. فأعدت المعلم والمربي إعدادا أكاديميا في معاهد الدول الصديقة والشقيقة وعلى وجه الخصوص بالمعاهد الجزائرية ، حيث قامت بمجهودات كبيرة في هذا الميدان بالتعاون مع بعض المنظمات الصديقة ومع المنظمات الأممية وحتى بالاعتماد على النفس، بحيث تم استحداث مفتيشيات ومقاطعات ومستشارين تربويين يتابعون العملية التربوية ويشرفون على العمليات التكوينية العامة ، وللتخفيف من معاناة الطفل الصحراوي في ظل اللجوء وقساوة الطبيعة التي لا ترحم شيدت الدولة الصحراوية بدعم ومساندة المنظمات الإنسانية والحقوقية عديد المدارس ودور التربية  )دار حضانة في كل دائرة من دوائر ولايات الوطن ومدرسة ابتدائية ( .

توفر الجزائر التعليم من الإعدادي إلى نهاية الدراسة الجامعية، أيا كان نوعها، ولو كانت طبا أو هندسة أو لغات ، ويعامل الصحراويون في الجزائر معاملة جيدة .. تعليما ورعاية صحية وتنقلا بين المدن .
في نفس السياق، يتكفل الكل بالعطل الصيفية للأطفال ، فيقضون عطلة الصيف في الجزائر وإسبانيا، سواء في مخيمات صيفية أعدت لهم، أو في منازل عائلات .
وعندما يتعدى الصحراوي أو الصحراوية المستوى الثانوي، يملك حظوظا قوية في الدراسة في جامعة جزائرية، أو إسبانية أو كوبية .. وهو ما مكن الدولة الصحراوية في النهاية من الحصول على العديد من الأطر الخريجين في مختلف الاختصاصات العلمية والأدبية الذين كان لهم حضورا متميزا بالنهوض بالمؤسسات الصحراوية .
ورغم كل هذا يبقى المجتمع الصحراوي المستقر بالمخيمات من فئات مختلفة تضم الكهول والشيوخ الذين يعيشون على ذكريات وطن هجروا منه على أمل العودة والتمتع بالحرية والاستقلال كغيرهم من شعوب المعمورة أما الشباب والأطفال الذين ولد العديد منهم في المخيم ولم ينعموا برؤية منبت الآباء والأجداد فلا تقل حماستهم عن غيرهم من سكان المخيمات في العودة إلى أرضهم التي حرموا منها ومن خيراتها بسب الاحتلال .
 إن من حق كل طفل من أطفال العالم أن يعيش حياة آمنة مطمئنة تحكمها السعادة .. عمادها الراحة .. وبنيانها الحنان .. لا قصف من فوقه .. ولا نار من حوله .. ولا سموم تخالط أنفاسه ..
هذا ما أقرته منظمة اليونيسيف لحماية الطفل ورعاية حقوقه .. منظمة بسيطة استخدمت العقل لبناء حقوق الطفل وما يتعلق به ، ولكن يبقى الطفل الصحراوي حبيس الآمال والأحلام ففي كل دمعة طفل يلمع نداء استغاثة .. وخاصة الأطفال الذين يعيشون في المدن المحتلة تحت رحمة النظام المغربي .. أولئك الأطفال الذين يعيشون المأساة في أتم معانيها أمام وضعية الجمود التي تعيشها القضية الصحراوية .


ولكن ورغم كل ما يكابده هذا الشعب من الآم ، ورغم جرح التنكر لعدالة قضيته من غيره ، فقدره أن يظل صامدا كأشجار الطلح الوارفة الظلال تأبى أن تسقط رغم عاتيات الدهر ..















È