السبت، 6 أكتوبر 2012

دور المرأة الصحراوية في البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية

دور المرأة الصحراوية في البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية مقدمة ان اعلان الدولة الصحراوية في 27 فبراير من سنة 1976 في منطقة بئر لحلو بالنظر الى تجارب الثورات و الشعوب المكافحة ليمثل تجربة فريدة في سياق التاريخ المعاصر و التي شكلت الرد المناسب على الفراغ السياسي و القانوني الذي خلفه انسحاب اسبانيا كقوة مديرة لاقليم الصحراء الغربية ليمهد الطريق للاجتياح المغربي الموريتاني للمنطقة بفعل ابرام اتفاقية مدريد الثلاثية بين هذه القوى الاستعمارية مع كونها لا تنطوي على أي شرعية قانونية ذلك انها تتعارض مع كل المواثيق و القرارات الدولية الصادرة بهذا الصدد. و منذو ذلك التاريخ و الدولة الصحراوية ما فتئت تتبوأ مكانتها على صعيد مختلف المحافل الدولية و تمارس ادارة الشؤون العامة لاقليم الصحراء الغربية و سكانه من خلال اجهزتها المتخصصة بمخيمات اللاجئين الصحراويين و بترا ب الجمهورية , و في ظروف استثنائية جد صعبة استطاعت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الحديثة النشأة بناء صرح مؤسساتي بكل ما يحمله معنى الدولة الحديثة من مقاييس ( السلطة التنفيذية , السلطة التتشريعية , السلطة القضائية , مختلف الوزارات , ...) و قد حصدت اعتراف العديد من الدول من مختلف القارات بالاضافة الى عضويتها في منظمة الوحدة الافريقية و عضو مؤسس للاتحاد الافريقي . و قد شاركت المرأة الصحراوية و بتفان تام في بناء و تشييد هذا الصرح المتين كونها اولا مواطنة تتصف بكل معايير المواطنة . و كونها ثانيا امرأة صحراوية عرفت على مر التاريخ بصمودها و شجاعتها في وجه الهمحية الاستعمارية التي عرفتها المنطقة منذ زمن بعيد . و الذي سوف نتطرق له بالتفصيل فيما سياتي : دور المرأة الصحراوية في البناء المؤسساتي : اعتبارا لجملة من التقليد المتميزة , فان المحتمع الصحراوي عبر تاريخه لم يهمش المرأة و لم ينقص من مكتنتها , فالمرأة في هذا المحتمع تتبوأ منانة تختلف كليا عن تلك التي توجد فيها المرأة في البلدان المجاورة , حيث تعلني التهميش و لا يتعدى نشاطها و تواجدها حدود البيت و ترضخ تحت سياط مجموعة من التقاليد البالية و التهميش و الاحتقار , و اعتبارا لطبيعة المجتمع الصحراوي البدوي فان المرأة ظلت تساهم دوما على قرار الرجل في كل انشطة الحياة و في تقليد مسؤولية التسيير و الاشراف بدءا من شؤون الاسرة في غياب الرجل ( في قافلة للتجارة او في الحروب ) و مع مجيء الاستعمار تراجعت هذه المكانة نظرا لكون هذا الاخير عمل على تجهيل و تحقير المراة و تغزيم دورها . لكن بفضل صمودها و فطنتها و نضالها و ايمانها بقدراتها الذاتية استطاعت استعادة مكانتها بل و لعبت دورا بارزا في حرب التحرير و اثناء قيام الدولة الصحراوية الى ان وصلت الى ماهي عليه الان حيث عملت منذ ازيد من ثلاثين سنة في مخيمات الاجئين الصحراويين و في المناطق المحررة على تنمية قدراتها الثقافية و العلمية و تقوية مكانتها الاحتماعية , فالحرب شكلت بالنسبة لها مدرسة تحصلت منها على شهادات في التحدي و الصمود كما اتاحت لها الفرصة للحصول على قدر كبير من التكوين و التاهيل و تحصلت على فرص للتعليم التي كانت محرومة منه ابان الحقبة الاستعمارية و هي التي تتولى اليوم عملية بناء المجتمع الجديد . ذلك انه و منذو بداية نزوح السكان فرارا من بطش الغزاة الجدد و اقامة المخيمات فان الرجل ظل دائما غائبا في الحبهات الامامية و بالتالي تحولت المرأة الى مركزللحياة المدنية و تحملت كافة المسؤوليات الاجتماعية من صحة و تعليم و تربية و رعاية و تسييير كافة الشؤون الحياتية للشعب . و يمكننا فصنيف هذا الدور في جانبين اساسيين هما : 1 – الصعيد السياسي : لقد حظيت المرأة الصحراوية باهتمام كبير من طرف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب منذو مؤتمرها التاسيسي الذي اصدر توصية حول المرأة حيث اشاد بنضالها و اكد على ضرورته و حيويته و دعاها الى المشاركة الفعالة في تحرير الوطن و تكلل هذا الاهتمام بعقد الندوة الوطنية الاولى للنساء التي اشرف عليها مفخرة الثورة الشهيد البطل الولي مصطفى السيد الامين العام للجبهة الشعبية و التي اسفرت عن ملاد الاتحاد الوطني للمراة الصحراوية و اعتباره رافدا من الروافد الساسية للجبهة الشعبية و تواصل هذا الاهتمام بعد الاعلان عن ملاد الد الع الص الد التي مكنت المراة من كافة حقوقها , فالمراة الصحراوية تمتلك حق الترشح و الترشيح لكل الرتب السياسية بدءا بالمؤتمرات الشعبية التي وصلت نسبة مشاركة المراة فيها حوالي 95 بالمئة و التي برهنت على عطاء سياسي و ديمقراطي منقطع النظير بالاضاة الى الهيمنة النسوية على الفروع و المجالس الشعبية . وصولا الى المؤتمرات الشعبية التي قدرت نسبة مشاؤكة المرأة فيها ب 46 بالمئة من مجموع المؤتمرين , اما على مستوى السلطة فقد تبنى الدستور الصحراوي مبدأ الاستقلالية و الفصل بين السلطات الثلاث ( السلطة التنفيذية , السلكة التشريعية , السلطة القضائية ) فعلى مستوى السلطة التنفيذية نجد المراة الصحراوية حاضرة في هذه الهيئة عن طريق وجود وزيرات زغم ان هذا التمثيل لا زال ضئيلا الااننا نطمح الى زيادته في المستقبل . اما على مستوى السلطة التشريعية المتمثلة في البرلمان فقد سجلت المرأة الصحراوية حضورا بارزا في هذه الهيئة منذو الوهلة الاولى لتاسيسها الى يومنا هذا و قد بلغت نسبة مشاركة المراةفي البرلمان الحالي 25 بالمئة .. اما على مستوى الجهاز القضائي فقد شاركت المراة الصحراوية منذ بداية اعلان الج الع الص الد عن طريق لجان القضاء و واصلت جهوجها في هذا المضمار الى و قتنا الحالي , فالمراة توجد على مستوى المحاكم الابتدائية و الاستئناف و المحكمة العليا كما نجدها في اعلى هرم هذه السلطة من خلال عضويتها في المجلس الاعلى للقضاء و المجلس الدستوري . 2 - – ا لجانب الاجتماعي لقد لعبت دورا بارزا في هذا المجال و س\ ظروف صعبة تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة و فاذا كانت الدولة الصحراوية قد رفعت تحدي خاص في هذا المجال لما له من دور في ارساء دعائم الدولة الصحراوية المستقلة فان المراة الصحراوية هي الاخرى قد ساهمت مساهمة بطولية في هذا الجانب فاذا تكلمنا عن : - الت التعليم و التربية : نجده ا حاضرة من خلال لجان التربية بالاضافة الى الاهتمام بالتعليم عن طريق اقسام محو الامية و التثقيف و لا يزال يشهد لها هذا القطاع بالدور الريادي الى يومنا هذا - الصحة : ف قد لعبت المرأة دورا رئيسيا في مراقبة الحياة الصحية لشعبنا لا سيما ان الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الصحراوي في اللجوء قد زادت من تحدياتها , و قد عملت المرأة الصحراوية من خلال لجان الصحة على حماية اللجئين الصحراويين و انقاذ الالاف من الاطفال و النساء المتعرضين للقنبلة و المصابين بامراض التسمم نتيجة للقصف الوحشي من طرف الاستعمار و تقوم العاملات في هذا القطاع بعمليات التلقيح ضد الامراض الطارئة و المعدية و عمليات توليد النساء و تقديم الاسعافات الاولية لمعطوبي الحرب اما في الوقت الحالي فقد واصلت المرأة الصحراوية العمل في هذا الميدان عن طريق المستوصفات و المستشفيات التي ساعدت في بنائها عن طريق الحملات الشعبية . و لا تز ال المرأة الصحراوية مستمرة في عطاءاتها فلا يجب علينا ان نغفل عن الدور الذي تقوم به (المرأة الصحراوية في المناطق المحتلة ) متحدية جبروت الجلادين و السجانين و جميع القوى الشيطانية التي يواجهها بها الغزات المغاربة فهذه امنتو حيدار و سلطانة خية و دجيمي الغالية و الدقجة لشقر و قائمة غير منتهية من نساء صحراويات خضن غمار التحدي و الصمود في وجه الجلاد المغربي ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È