الجمعة، 10 مايو 2013

سلسلة طموح


     
مقدمة
يتزامن اصدار هذا العدد من سلسلة طموح و نحن نحتفل بالذكرى الاربعين لتأسيس الجبهة الشعبية و اندلاع الكفاح المسلح و ما حققته من انجازات و مكاسب . فانه لابد من القول ان الطريق لم تكن مفروضة بالورود و انما كانت مليئة بالأشواك و محفوفة بالمخاطر و التحديات و عوامل الضعف الذاتية و الموضوعية و لكن ارادة الصحراويين تجاوزت ذلك كله و اوصلت الكفاح الوطني سن الاربعين و هي سن النضج و تحمل المسؤولية و استحضار تحديات الوقت الراهن و استشراف افاق المستقبل ، و في هذا السياق لابد ان نستحضر تضحيات شهدائنا الابرار ، و معاناة معتقلينا و ان نتذكر مفقودينا ، لنحييهم جميعا ، و لابد كذلك ان نثمن جهد و عرق و عطاء مناضلينا و مناضلاتنا في كل مكان و في كل موقع من مواقع الفعل و النضال
 و مما لا شك فيه ان تدوين التراث الثقافي و التاريخي في حياة الشعوب  والأمم  سواءا على صعيد المنشآت او على صعيد البحث و التدوين يؤديان دورا مهما في  الحفاظ على الذاكرة الجماعية و صيانتها فضياع او تحريف او طمس أي فترة  من الفترات التاريخية او الثقافية لشعب ما يؤدي حتما الى ضياع جزء من هويته  وطمسها والتشكيك فيها و بالتالي القضاء عليها كليا, فإذا كانت مسؤولية الجيل الاول هي توحيد صفوف الشعب الصحراوي و ايجاد  تنظيم موحد يضم كل فئات الجماهير الصحراوية وهي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و من ثم  اعلان الكفاح المسلح و فوق ذلك  وجود ملاذ آمن للشيوخ و النساء و الاطفال الفارين من بطش الاحتلا ل... فالمسؤولية اليوم هي الحفاظ على هذه المكاسب و الابقاء على جذوة الثورة ملتهبة في قلوب وعقول  كل الصحراويين  و لكن ايضا النضال المستمر و الدؤوب للدفع بعجلة القضية الى الامام و احراز ما نستطيع احرازه من الانتصارات و نظرا لتميز الحدث ارتأينا ان يكون هذا العدد من سلسلة طموح مخصصا لمقاومة المرأة الصحراوية من قبل الاستعمار الاسباني الى يومنا هذا و هذا راجع الى الدور الكبير الذي لعبته المرأة الصحراوية في مقاومة و بناء المجتمع الصحراوي 
 المراة الصحراوية و المقاومة " من قبل الاستعمار الاسباني الى يومنا هذا "
مدخل
     ان اية كتابة حول المرأة الصحراوية وواقع المقاومة عبر التاريخ لا يمكن بأي حال ان تنفصل عن الواقع النضالي العام للشعب الصحراوي ، لا سيما اذا عرفنا ان النساء الصحراويات قد مثلن تاريخيا قوة صلبة في جسم المقاومة الصحراوية الشعبية ضد التدخلات و الاعتداءات الاجنبية من اعتداءات برتغالية و انجليزية و فرنسية حتى الاستعمار الاسباني الذي استطاع بحيله و مؤامراته و دسائسه ان يحتل وطنا لمدة تزيد على تسعين سنة تحملتها المرأة بمرارة رغم العزلة السياسية و الاجتماعية و الثقافية المفروضة عليها من طرف المحتلين
فقد ظلت المرأة الصحراوية حلقة هامة في مسلسل المقاومة و الكفاح لطرد الاستعمار الدخيل خاصة في الخمسينات و الستينات و واجهت الى جانب ذلك ضغوط المجتمع نفسه اذ كلما تعرض هذا المجتمع لمد استعماري حاد عكسه على نسائه اللواتي كن عرضة لكل السياسات الغاشمة و اللواتي مسسن بشكل اعمق و مباشر .
فالمرأة التي مثلت القوة الاقتصادية و الثقافية و السياسية قبل الاستعمار في اطار مجلس ايد اربعين و مارست كل واجباتها و اخذت حقوقها كمواطنة و ام و زوجة و عاملة منتجة ، لم تستسلم لجحافل الاستعمار الاسباني و قاومت بكل ما تملك من قوة مادية و معنوية و لم تتخلى عن النضال المستميت من اجل وطن حر مستقل ، و في سبيل ذلك و رغم سياسة التجهيل بين صفوف النساء و سحقهن في المجتمع و عدم اعتبار قدراتهن بقيت المراة الصحراوية انسانة واعية بضرورة التحرير الوطني لانه ضمان لتحريرها كمواطنة فناضلت متعرضة للمذابح مثل مذبحة الزملة و متعرضة للانتهاكات اللاشرعية و مطاردة من وطنها الى ان انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب تقود الكفاح المسلح 10 ماي 1973 و معها كانت الانطلاقة الحقيقية لجماهيرنا النسائية في اطار الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الذي مازال يقود نضال نسائنا كمنظمة جماهيرية و بكفاح دؤوب و قوي فرضت مقاومة  الشعب على اسبانيا الانسحاب من كامل ترابنا الوطني لتواجه نساؤنا كبقيةكافة الشعب غزوا استعماريا مزدوجا و هو الغزو المغربي الموريتاني بعد اتفاقية مدريد الخيانية في 14 نوفمبر 1975
و بنفس الروح التي واجهت بها نساؤنا اسبانيا المستعمرة واجهن غزو الابادة الموريتاني المغربي بإرهابه و سجونه و قنبلته . مازالت المرأة الصحراوية تخوض كفاحها العادل ضد الغزو المغربي المتعنت بعد ان اخرجت موريتانيا من الحرب العدوانية ضد شعبنا و هي التي تعيش تجربة البناء الوطني و تخوض حرب التحرير في ان واحد حتى فرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الاطار الضامن لاستقلال شعبنا و الضمان لحرية نسائنا و كرامتهن و رفاهيتهن
المرأة قبل الاحتلال الاسباني 
ان اعظم استقلالية للمجتمع الصحراوي هي تلك التي عاشها شعبنا من خلال مجلس ايد اربعين و هي السلطة الديمقراطية التي قادت المجتمع الصحراوي قبل الاستعمار الاسباني
فقد عني هذا الاخير بالمرأة لا لأنها عنصر اجتماعي فحسب بل ايمانا منه لما تمتلكه من قدرات يجب ان تكون في كل نشاطات المجلس ذات رأي و مقررة و حكم تشارك في كل النشاطات السياسية و العسكرية و النظامية للمجتمع حتى انها مثلت منهل امتداد مادي و معنوي للمجلس في احرج الفترات التاريخية التي كان يمر بها ( ظروف الازمات الاقتصادية و مفاجاءات الغزوات الاجنبية الدخيلة و المشاكل الاجتماعية ) بوصفها العنصر المعايش للمجتمع مباشرة تفهمه بدقة و بهذا استطاعت المرأة الصحراوية ممارسة كل الحقوق و الواجبات على غرار اخيها الرجل .
و من بين اهم الادوار التي لعبتها المرأة في هذه الفترة لعبت دورا اجتماعيا بارزا من خلال مشاركتها الفعالة في كافة اوجه النشاط الاجتماعي و فرضها لمكانتها الاجتماعية عن جدارة بشكل يضمن التكافؤ في المجتمع و في الاسرة 
حيث كانت المرأة هي المسؤولة المباشرة اذ كان غياب الاب عن البيت نتيجة الظروف العامة التي كان يعيشها المجتمع و هنا لعبت دور الزوجة و الام و المواطنةو زيادة على ذلك كانت هي المتحكمة في الزمام الاقتصادي للأسرة تكرم الضيف سوى كان الرجل موجود او غائب تجالس ضيوفها ...
كما لعبت دورا بارزا في القضاء حيث امتازت كثير من النساء بسدادة الرأي و قوة الاحكام الصائبة و بالثقافة الفقهية مما مكنهن من مجالسة القضاة و الفقهاء و حضور مجالس القضاء و سن القوانين لتنظيم حياة المجتمع ،كما ساهمت في التجارة من خلال التبادل التجاري و مع ذلك لم تكن بعيدة عن المجال العسكري فكانت تمد الجيش بالغذاء و غيره من الحاجيات الاساسية كما حمت السكان و قاومت و عالجت الجرحى الى غير ذلك من انواع العمل العسكري
المرأة الصحراوية ابان الاستعمار الاسباني
      وجهت اسبانيا الاستعمارية كل طاقاتها لشل الحركة النسائية ، لان ذلك يعني شل جانب حيوي هام له تأثيراته على المقاومة الشعبية المتواصلة ضد الاستعمار فقد فهم الاستعماريون منذ البداية ان نقاط السر الكامن وراء تماسك هذا الشعب و وحدته وقوته الاجتماعية و العسكرية هو التواجد الكامل للمرأة في كل قطاعات الحياة و الثقة التي تتمتع بها و مكانتها المرموقة ورأيها المسموع 
و كانت تسعى في ذلك الى الحيلة و المخادعة لأنها تدرك ان الارض التي تبقى نساؤها قوة واعية حاضرة في كل عمل هي ارض يستحيل استعمارها نهائيا ما لم تزحزح هذه القوه عن سبيلها فعملت جاهدة على فتح حقبة سوداء من زمن الاستغلال و العزلة و الجهل امام المرأة مستعملة المجتمع نفسه ضدها و هكذا بقدر ما كان يقوي نفوذها و سيطرتها على المجتمع ينعكس ذلك على المرأة لتعاني من الامرين الاستعمار الاجنبي و نفوذ المجتمع الذي اصبح يراجع قراراته في حقها طارحا عدة اسئلة املتها سياسة - فرق تسد - التي طبقت على مجتمعنا بين الرجل و المرأة حيث اصبحت في نظره عالة على المجتمع الجميع ينكرها صبية وليدة و فتاة كما لو كانت تقطر عارا و فضيحة و امرأة تحاصرها عيون الغير و عدم الثقة في المقابل حرم الاستعمار المرأة من كامل حقوقها الثقافية و السياسية و الاجتماعية بينما فرض عليها الواجبات فكانت سياسة الاستعمار ممنهجة في استهداف المرأة و ذلك من خلال العمل على تشتيت الاسرة التي تعد المرأة اساسها حيث عمدت على بث ظاهرة الطلاق و
بلغت نسبة حالة الطلاق في هذه الفترة الى 60 بالمائة نتج عنها تشرد للأطفال ، انتشار الانحلال الخلقي و ساعد في ذلك :
*  فتح بيوت للدعارة الحرة تستورد لها نساء من اسبانيا ممن نبذهن المجتمع الاسباني فاحترفن الدعارة ليعوضن لا نفسهن و لينجحن خطة بلادهن الدنيئة و ذلك قصد اشاعة الطلاق و محاربة الزواج
* فتح مدارس على الطريقة الاسبانية للبنات خاصة في مدينة العيون تأتي لها الفتيات من مختلف التراب الوطني قصد التعلم الذي لا يحصلن منه سوى على سلخ الفرد من مجتمعه و من قيمه الحضارية و الثقافية
لكن رغم الواقع المرير الذي فرضه الاستعمار و رغم سيطرته العسكرية و تكثيف تواجد قواته المسلحة صارت مقاومة الشعب تزداد كلما احس بثقل الاستعمار و استغلاله الفاحش لخيرات الوطن و محاولة ابادة الشعب روحيا و معنويا ووعت المرأة كذلك بواقعها المتفكك سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و بهذا بدأت الروح الوطنية تتبلور بين صفوف نسائنا و قوى احساسهن بمرارة الواقع الذي يعشنه كفئة منعزلة عن كل حركة في الوطن فئة تسودها الامية و البطالة و الضياع الفكري و مع تواجد الحراكات السياسية في الساقية الحمراء و واد الذهب بدأت الحياة النضالية تدب في نسائنا و يتحين كباقي الشعب الفرصة المناسبة للتعبير الصارم عن ارادتهن و هذا ما تجسد من خلال المشاركة البارزة و الدور الكبير الذي لعبته المرأة من خلال خروجها للمشاركة في انتفاضة الزملة التاريخية 17 يونيو 1970 بقيادة الزعيم البطل محمد سيد ابراهيم بصيري التي خرج فيها الشعب كله و من ضمنه ألاف النساء بكل شجاعة يسمعن الاستعمار صوتهن عاليا و ليوضحن مطالب شعبهن و يفهمنه ان الحقوق التي ضاعت و الكرامة التي هتكت في الماضي يجب ان تحمى و تسترجع بداية من اليوم . كان رد الاستعمار الاسباني عنيف جدا حيث سقط العشرات من الشهداء و الشهيدات و العشرات زج بهم في السجون من بينهم قايد الحركة الذي ظل مصيره مجهول . مذبحة الزملة شكلت منعرجا كبير في انتشار الوعي القومي و استبيان الوجه الحقيقي للمستعمر كما اظهرت قوة الوعي الوطني و التنظيمي لدى جماهيرنا و كانت دفعا قويا للمرآة الصحراوية يزيدها كرها للمستعمر و حبا في
تقرير المصير و السيادة و تحقيق الكرامة و رد الاعتبار خرج الشعب من هذه المذبحة بخلاصة مفادها لابد من البحث عن الاطار المنظم الذي يكفل طاقته النضالية و يضمن له تحقيق اهدافه النبيلة
ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب و بلورة نضال المرأة :
        بعد عشرة ايام من ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب انطلقت اول رصاصة معلنة الكفاح المسلح في 20 ماي 1973 بالخنكة  كارقى اسلوب يتخذه الشعب الصحراوي من اجل تقرير المصير و الاستقلال الوطني و هو الحق الطبيعي له كأي شعب في الحياة الحرة الكريمة في وطنه
 و في المؤتمر التأسيسي للجبهة الشعبية عرف مناضلونا ان الثورة القوية و الشاملة هي الثورة التي تساهم في صنعها يوميا و دفعها الى الامام كل الطاقات الشعبية في الوطن رجالا و نساءا شبابا و كهولا فكانت المرأة محور نقاش واعي اتفق الجميع فيه على ان المرأة الصحراوية طاقة لا يستهان بها لذلك يجب ارجاعها الى ساحة العمل و الكفاح الذي يخوضه الشعب ضد الاستعمار الاسباني جاء ذلك في التوصية التي صدرت عن المؤتمر من بين التوصيات العديدة حول القضايا التي عولجت فيه و هذا نصها :
 " ان المرأة الصحراوية تعاني كثيرا من المشاكل التي فرضت عليها من طرف الاستعمار الاسباني فهو يحاربها صحيا و فكريا و سياسيا لذلك سد جميع المجالات امامها و وضعها في اطار عضو مشلول و غرضه في هذا هو تحطيم المجتمع كله
نظرا لهذا كله فإننا نعتبر نضال المرأة الصحراوية مسالة حيوية و ضرورية و ندعوها الى المشاركة الفعالة في تحرير و طنها و القيام بالدور المنوط بها كما نطلب من اخيها الرجل الاعتراف لها بهذا الحق و الدور و مساندتها على تأديته و نهيب بها من اجل تحمل مسؤولياتها "
كانت هذه التوصية حافزا و نداء في نفس الوقت لجماهيرنا النسائية يدفعهن الى معرفة مكانتهن وسط الشعب و معرفة ادوارهن النضالية في سبيل كرامة هذا الشعبالاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية
     لبت نساؤنا دعوة الجبهة التاريخية فوجود منظمة نسائية كفيل بان يضمن اطارا ملائما يكثف فيه نضالهن و تعالج فيه مشاكلهن و راءهن لذلك عقدت الندوة الوطنية الاولى للنساء في اواخر 1973 بإشراف و رعاية مفجر الثورة الشهيد البطل الولي مصطفى السيد الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب حضرها مئات المناضلات الصحراويات من كل ارجاء الوطن فكانت اهم حدث في تاريخ نسائنا صدرت عنه وثائق هامة تبرمج على ضوئها المرأة عملها و تسعى الى تطبيق ما جاء فيها من بينها القانون الاساسي للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ثمرة النضال الذي خاضته نساؤنا و بلورة للمكاسب التي حققنها كنساء تحت قيادة الجبهة الشعبية
انطلاقا مما طرحه برنامج العمل و وثائق الاتحاد سعت المنظمة الى التطبيق بدون هوادة لكل ما جاء فيها و عملت على تكوين النساء في كل المجالات التالية :
* التكوين الثقافي و السياسي و عملت من خلاله على
- توسيع الاتحاد في كل المناطق بالوطن سوى بالمدن او الارياف
- فضح المستعمر و مؤامراته الدنيئة و معاملاته السيئة لأبناء الوطن و تعرية حقائقه الاستغلالية الاستنزافية.
- فتح بيوت دراسية سرية لمحو الامية عن النساء اللواتي منعن من التعليم اذ تفشت الامية بين صفوفهن بنسبة 96 بالمئة و هذا رغم مراقبة البوليس الاستعماري
* التكوين الاجتماعي :
 تم من خلال :
- توعية المرأة بدورها الاجتماعي كأم و زوجة و اخت لتساير التطور الثوري لشعبنا
- البحث عن سبل سلمية لمعالجة الطلاق و مشاكل الاطفال بنبذ الاسباب الاولى لذلك و الدعوة الى حياة اجتماعية عصرية صحيحة
كما ساهم الاتحاد برعاية الجبهة الشعبية على التكوين الطبي للكثير من النساء و استطاعت بعض النساء التسلل الى المستوصفات المحدودة في البلاد ليتعلمن مبادي التطبيب و الاسعافات الاولية ليكن سندا لثورتنا و يراقبن السياسة الصحية التي اتبعها الاستعمار الاسباني كتوزيع حقن الاطفال و سياسة التعقيم و الاجهاض و غيرها
كما لعبت المنظمة دورا بارز في تنظيم و تاطير و احتواء الجماهير النسائية و الامدادات المادية للثورة و ذلك بالملابس الصوفية و جمع النقود للمساهمة في ميزانية الثورة كذلك صنع القرب و حافظات الوثائق و الاحذية و غيرها من الاحتياجات حيث مثلت هذه الامدادات قاعدة هامة للثورة في اصعب مراحل بدايتها
نساؤنا في مظاهرات الرفض التاريخي :
    في العام الثاني من عمر الكفاح المسلح بدا يتوضح لاسبانيا عدم امكانية ردع الثورة الشعبية او القضاء عليها لأنها نمت في كل قلب كمبدأ و اسلوب و خط و هدف قوى تمسك الشعب بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب " البوليساريو " الممثل الشرعي و الوحيد له في كفاحه العادل من اجل التحرير الكامل للتراب الوطني ، ففي المواجهات العسكرية عجز الاستعمار بجحافله العسكرية و عتاده العصري و تكتيكه الحربي عن صد الثوار الذين يوجهون له الضربات القاسية اين عجز عن التنظيم المحكم و القضاء عليهم و هؤلاء جلهم من النساء اللواتي كن حربة حادة في وجه البوليس و المخابرات العسكرية فقد توسعت نضالات الاتحاد و اصبح اطارا حيويا لها تنشط فيه النساء اعلاميا و سياسيا و ثقافيا .
عندما مكنت الثورة قواعدها في كل ارجاء الوطن تصاعدت المقاومة ضد التواجد الاسباني و تمثلت في الانتفاضات المتتالية للجماهير لتعبر عن رفضها للاستعمار اين برزت المرأة كقوة صارخة في وجه الدخلاء و قادت المظاهرات تحمل لا فتات و اعلام الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب و تحييها كطليعة لنضال الشعب الصحراوي . و كانت مظاهرات 18 نوفمبر 1974 في العيون العاصمة هي الدليل الاكبر على تحدي النساء و اقتناعهن حيث امتلأت الاجواء بأعلام الثورة و جابت النساء شوارع المدينة و مررن بالمراكز الحساسة فيها مناديات بانسحاب اسبانيا و اعترافها بحقوق الشعب الصحراوي و اطلاق سراح المعتقلين في سجونها . رد الاستعمار بكل وحشية على ا المتظاهرات بتفريقهن و سجن العديدات منهن
غير ان هذا لم يثن عزم و تصميم المناضلات الصحراويات عن اهدافهن لتأتي مظاهرات ( الكويرة ) التي استمرت من 30 ديسمبر 1974 الي 2 يناير 1975 صمدت خلالها النساء و دافعن مهاجمات مراكز الشرطة استطعن في ذلك اليوم اخراج سبعة رجال من ابناء الوطن من غياهب السجن لتتواصل المظاهرات العريمة في ولاية الداخلة 13 فبراير 1975 تؤكد نفس المطالب النبيلة للنساء و الشعب ككل في الحرية و الاستقلال التام حيث تم خلالها القبض على 40 امرأة من المناضلات الصامدات تعرضن في السجن لأبشع انواع التعذيب النفسي و الجسدي . و تأكيدا لمبدأ تقرير المصير و ضرورة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وفقا لقرارات الامم المتحدة و الهيئات الدولية زارت البلد بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في الفترة ما بين 12/13 ماي 1975  فخرج الشعب الصحراوي رجاله و نساؤه من كامل المدن المحتلة ليعبرون عن ارادتهم الحرة و اختيارهم الطبيعي في الاستقلال الوطني و السيادة و الكرامة
اين كانت الفرصة سانحة للمرأة لتبلغ العالم رسالة الشعب الصحراوي الذي يعاني تحت سيطرة الاستعمار الاسباني و قمن بكشف الحقائق المتمثلة في السجون التي تتزايد يوميا و تنقرض في المقابل المدارس و المستشفيات و عن اعمال العنف و التعسف الذي يمارس ضد الشعب و سياسة الابادة و التهجير و التعتيم الاعلامي كما ازحن الستار عن الامراض الخطيرة المتفشية و الجهل و البطالة ووضحن مطالب الشعب الغير قابلة للمساومة في الاستقلال و التحرير الكامل كل ذلك كان مادة خصبة للبعثة لتفهم الامم المتحدة قضية من اسخن القضايا التحريرية في العالم و تعرف ان الشعب الذي حاصرته اسبانيا بحجج التخلف و القلة هو شعب يحمل السلاح و يخوض غمار حرب تحريرية عصرية مجندة لها كل القدرات البشرية و المعنوية و المادية تقودها حركة منظمة واعية و مسؤولة . لتأتي بعدها اعظم المظاهرات الوطنية 6 يوليو 1975 بالعيون العاصمة خرجت ضمنها مئات النساء يحملن العصى و المشاعل النارية و اللافتات الاعلام اجتمعن حول مكاتب الاستعمار الحيوية فاحرقنها و حطمن كل ما استطعن تحطيمه و اشتبكن مع البوليس القمعي و تحملن كل الردود الجهنمية الوحشية رغم الدموع و الدماء التي تسيل من اجسامهن كثيرات سقط حملهن نتيجة التعسف و ضرب الجيش المتدخل بالقوة و زج بالعشرات في السجون لتمارس عليهن انواع التنكيل و التعذيب
المرأة الصحراوية و مواجهة الغزو و الابادة
    كانت اتفاقية الخيانة الموقعة في 14 نوفمبر 1975 بين كل من المغرب و اسبانيا و موريتانيا قد مثلت اكبر خرق للقوانين و الاعراف الدولية و ضرب لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال و هو الحق الذي اقرته كل الهيئات المختصة عالميا
جاءت هذه الاتفاقية بعدما تأكدت اسبانيا من استحالة بقائها بالصحراء الغربية فلجأت الى اتباع سياسة الفوضى و الانتهاك القانوني بإتباعها اتفاقا لا شرعيا مع طرفين غريبين ظلا بعيدين عن الصراع القائم بين الشعب الصحراوي الذي يكافح لاسترجاع حقوقه من جهة و بين اسبانيا كمحتل متسلط من جهة ثانية  و يتمثل الطرفان في النظام الملكي بالمغرب و النظام العشائري بموريتانيا الهادفين الى تقسيم الارض و ابادة الشعب . اين دخل الغزاة المغاربة و الموريتانيون الصحراء الغربية يحملون ابشع مخطط ابادي عرفه شعب في العشرينات الاخيرة من القرن العشرين يحملون كل وسائل الدمار و التقتيل و يؤمنون بأنهم لكي يملكون الارض يجب ان يقضوا نهائيا على الشعب الصحراوي
تصرمت جحافل الغزو الى الوطن لتقتل الشعب الذي خرج من اكبر حرب استعمارية مع اسبانيا و مازالت جراحه لم تندمل بعد اين دخل الغزو المغربي الى الصحراء الغربية عبر المسيرة السوداء التي قادها ملك المغرب من برجه العاجي بالرباط و باركها بخطبة مرتعدة اذيعت من استوديو سري بدار التلفزة المغربية و استطاع ان يجعلها فخا ابديا للكادحين من ابناء المغرب للمسحوقين اجتماعيا ظنا منهم ان مشاكلهم ستلقى حلا في الصحراء الغربية . كما تصرمت الجنود الموريتانية لتخوض حربا عدوانية مثلت الخسران و التدهور لموريتانيا    
امام الاستنكار العالمي لهذا الغزو التوسعي و رفض كل القوى التقدمية في العالم و مقاومة الشعب الصحراوي للدخلاء الجدد انسحبت اسبانيا بطريقة فوضوية همجية تاركة المجال للغزاة الذين داهمة الشعب الاعزل في المدن و القرى و البوادي يسحقون كل ما جاء امامهم مستعملين احدث انواع الاسلحة لذالك من برية و جوية و بحرية من طائرات قاصفة و دبابات و اسلحة ثقيلة و خفيفة اين لقو مواجهة عنيفة من قبل المقاتلين الصحراويين بكل عزم رغم نقص الوسائل الحربية فعكسوا جهودهم الدنيئة على الشعب لابادته
و من الطبيعي ان تكون النساء عرضة حقيقية لذلك و معهن العجزة و الاطفال اين تم الهجوم المستمر على البيوت و انتهاك الحرومات و هتك الاعراض و تعذيب الحوامل و الاعتداء على الفتيات و اخراج النساء من منازلهن و ابعادهن عن الاطفال و دبح الاب امام عائلته او الام امام اطفالها مما ادى بالعديد من الاطفال الى الامراض النفسية و مازالوا حتى الان يمثلون ضحايا للغزو الهمجي فاقدين لكل قدراتهم السلمية .
تحت هذه الظروف ظلت المرأة الصحراوية متمسكة بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب و بالوحدة الوطنية رغم التقسيم و التنكيل بهن الشيء الذي مثل تحديا للغزات فبقين صامدات يواصلن كفاحهم بنفس الروح و العزيمة و الايمان الذي واجهن به اسبانيا الا ان المواجهة كانت صعبة جدا و غير متوازنة فالوسائل محدودة بل منعدمة فصعد الغزات من ارهابهم ووسعوا من مذابحهم الابادية لاستئصال العنصر الصحراوي من اجل اخماد الثورة و القضاء على عناصرها الحية من المناضلين و المناضلات و اتباع سياسة الابادة الجماعية امام تمادي التوسعيون في تنفيذ سياستهم بادرت الجبهة الشعبية الى نقل السكان الى المناطق الامنة من الوطن فتمركز فيها الكثير من ابناء الشعب كانت ظروفهم قاسية جدا اناس فرو من الذبح و التقتيل تركوا منازلهم و وسائلهم حيث مثلن النساء الاغلبية الساحقة
ترقب الغزاة تمركز اللاجئين في المناطق السالفة الذكر ليتبعوا اخطر خطوة في تاريخهم الاجرامي و هي قنبلة المخيمات بالنابالم و الفوسفور المحرمين دوليا واحراق الاراضي الزراعية و رشها بالكيماويات السامة و تسميم المياه الصالحة للشرب و حرق قطعان الماشية
خسائر القنبلة كانت مؤلمة جدا و كانت غرزة حادة في الضمير الانساني مئات النساء و الاطفال و العجزة حرقوا بابشع طريقة العديد من النساء فقدن اطفالهن الرضع اطفال فقدو امهاتهم و اباءهم مما خلف الكثير من المشردين
ساهمت المرأة في نقل اللاجئين الى ابعد النقاط المطمئنة و بصعوبة تمثلت في انعدام وسائل النقل و المراقبة العسكرية للغزات كما ساهمت في حماية التمركزات السكانية فحملت السلاح تصد الاعتداءات و تقاوم الطائرات شهيدات سقطن و هن يردعن اكبر قوة ابادية و هو الامر الذي اشار اليه الشهيد البطل الولي مصطفى السيد الامين العام للجبهة الشعبية يوم 28 مارس 1974 عند استقبال مخيم ام ادريكة الضحايا مؤكدا قوة المرأة الصحراوية و صمودها و تحملها لمواجهة الغزو " و جدنا المرأة المضروبة ثلاث او اربع مرات لم تحدثنا بمنطق الضعف بل بمنطق الارادة و الحياة حياة الناس اللازم تكون حرة كريمة "
و مع ذلك صمد الشعب و تحمل و لم يزد هذا المرأة الصحراوية الا فهما حقيقيا للتوسعيين ورفضها لهم و من اكبر المهام الي قامت المرأة الصحراوية بها في اصعب مراحل اللجوء الاولى هو التنظيم المحكم للحياة اليومية في المخيمات :
التنطيم السياسي للاجئين و تمتين قواعد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب
الاشراف على عمليات الانقاد و العلاج لضحايا القصف
توزيع المواد الغذائية و الملابس و الاغطية و الخيم
تقوية الاتصال بين اللاجئين في المخيمات و المقاتلين
رفع معنويات اللاجئين و ربطهم بالانتصار الحتمي مهما كانت اعمال الغزو الشنيعة من خلال المهرجانات الشعبية و كشف هزائم العدو امام المقاتلين الصحراويين و فضح ردهم العسكري ضد الجماهير العزلاء
و هكذا رغم المعاناة الاليمة التي تعرض لها الشعب الصحراوي و رغم المأساة المفروضة و المتمثلة في التشريد و القصف المتواصل زادت مقاومة المرأة الصحراوية و كانت تلك العوامل حوافز نضالية هامة تدفع المرأة الى ممارسة اعمق لمهامها و تحمل المشاق في سبيل الحرية و الاستقلال
المرأة الصحراوية في ظل الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية :
      ان اعلان الدولة الصحراوية في 27 فبراير من سنة 1976 في منطقة بئر لحلو بالنظر الى تجارب الثورات و الشعوب المكافحة ليمثل تجربة فريدة في سياق التاريخ المعاصر و التي شكلت الرد المناسب على الفراغ السياسي و القانوني الذي خلفه انسحاب اسبانيا كقوة مديرة لإقليم الصحراء الغربية ليمهد الطريق للاجتياح المغربي الموريتاني للمنطقة و منذو ذلك التاريخ و الدولة الصحراوية ما فتئت تتبوأ مكانتها على صعيد مختلف المحافل الدولية و تمارس ادارة الشؤون العامة لاقليم الصحراء الغربية و سكانه من خلال اجهزتها المتخصصة بمخيمات اللاجئين الصحراويين و بتراب الجمهورية , و في ظروف استثنائية جد صعبة استطاعت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الحديثة النشأة بناء صرح مؤسساتي بكل ما يحمله معنى الدولة الحديثة من مقاييس ( السلطة التنفيذية , السلطة التشريعية ، السلطة القضائية , مختلف الوزارات , ...) و قد حصدت اعتراف العديد من الدول من مختلف القارات بالإضافة الى عضويتها في منظمة الوحدة الافريقية و عضو مؤسس للاتحاد الافريقي . و قد شاركت المرأة الصحراوية و بتفان تام في بناء و تشييد هذا الصرح المتين كونها اولا مواطنة تتصف بكل معايير المواطنة . و كونها ثانيا امرأة صحراوية عرفت على مر التاريخ بصمودها و شجاعتها في وجه الهمجية الاستعمارية التي عرفتها المنطقة منذ زمن بعيد  و الذي سوف نتطرق له بالتفصيل فيما سياتي
 : دور المرأة الصحراوية في البناء المؤسساتي
     عملت منذ ازيد من ثمانية و ثلاثين سنة في مخيمات ألاجئين الصحراويين و في المناطق المحررة على تنمية قدراتها الثقافية و العلمية و تقوية مكانتها الاجتماعية , فالحرب شكلت بالنسبة لها مدرسة تحصلت منها على شهادات في التحدي و الصمود و المقاومة كما اتاحت لها الفرصة للحصول على قدر كبير من التكوين و التأهيل و تحصلت على فرص للتعليم التي كانت محرومة منه ابان الحقبة الاستعمارية الاسبانية و هي التي تتولى اليوم عملية بناء المجتمع الجديد . ذلك انه و منذو بداية نزوح السكان فرارا من بطش الغزاة الجدد و اقامة المخيمات فان الرجل ظل دائما غائبا في الجبهات الامامية و بالتالي تحولت المرأة الى مركز للحياة المدنية و تحملت كافة المسؤوليات الاجتماعية من صحة و تعليم و تربية و رعاية و تسيير كافة الشؤون الحياتية للشعب . و يمكننا تصنيف هذا الدور في جانبين اساسيين هما
الصعيد السياسي  1/
 لقد حظيت المرأة الصحراوية باهتمام كبير من طرف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب منذو مؤتمرها التأسيسي و تواصل هذا الاهتمام بعد الاعلان عن ميلاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي مكنت المرأة من كافة حقوقها , فالمرأة الصحراوية تمتلك حق الترشح و الترشيح لكل الرتب السياسية بدءا بالمؤتمرات الشعبية التي تشارك المراة فيها بنسبة معتبرة التي تبرهن على عطاء سياسي و ديمقراطي منقطع النظير بالإضافة الى الهيمنة النسوية على الفروع و المجالس الشعبية ,
اما على مستوى السلطة فقد تبنى الدستور الصحراوي مبدأ الاستقلالية و الفصل بين السلطات الثلاث ( السلطة التنفيذية , السلطة التشريعية , السلطة القضائية ) فعلى مستوى السلطة التنفيذية نجد المرأة الصحراوية حاضرة في هذه الهيئة عن طريق وجود وزيرات رغم ان هذا التمثيل لا زال ضئيلا الا اننا نطمح الى زيادته في المستقبل . اما على مستوى السلطة التشريعية المتمثلة في البرلمان فقد سجلت المرأة الصحراوية حضورا بارزا في هذه الهيئة منذ الوهلة الاولى لتأسيسها الى يومنا هذا و قد بلغت نسبة مشاركة المرأة في البرلمان الحالي ..... بالمائة .. اما على مستوى الجهاز القضائي فقد شاركت المرأة الصحراوية منذ بداية اعلان الدولة الصحراوية عن طريق لجان القضاء و واصلت جهودها في هذا المضمار الى وقتنا الحالي , فالمرأة توجد على مستوى المحاكم الابتدائية و الاستئناف و المحكمة العليا كما نجدها في اعلى هرم هذه السلطة من خلال عضويتها في المجلس الاعلى للقضاء و المجلس الدستوري

 2/ الجانب الاجتماعي : 
لقد لعبت دورا بارزا في هذا المجال وسط ظروف صعبة تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة  إذا كانت الدولة الصحراوية قد رفعت تحدي خاص في هذا المجال لما له من دور في ارساء دعائم الدولة الصحراوية المستقلة فان المرأة الصحراوية هي الاخرى قد ساهمت مساهمة بطولية في هذا الجانب فإذا تكلمنا عن :
- التعليم و التربية :
نجدها حاضرة من خلال لجان التربية بالإضافة الى الاهتمام بالتعليم عن طريق اقسام محو الامية و التثقيف و لا يزال  يشهد لها هذا القطاع بالدور الريادي الى يومنا هذا
 - الصحة
فقد لعبت المرأة دورا رئيسيا في مراقبة الحياة الصحية لشعبنا لا سيما ان الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الصحراوي في اللجوء قد زادت من تحدياتها , و قد عملت المرأة الصحراوية من خلال لجان الصحة على حماية اللاجئين الصحراويين و انقاذ الالاف من الاطفال و النساء المتعرضين للقنبلة و المصابين بأمراض التسمم نتيجة للقصف الوحشي من طرف الاستعمار و تقوم العاملات في هذا القطاع بعمليات التلقيح ضد الامراض الطارئة و المعدية و عمليات توليد النساء و تقديم الاسعافات الاولية لمعطوبي الحرب اما في الوقت الحالي فقد واصلت المرأة الصحراوية العمل في هذا الميدان عن طريق المستوصفات و المستشفيات التي ساعدت في بنائها عن طريق الحملات الشعبية      و لا تزال المرأة الصحراوية مستمرة في عطاءاتها فلا يجب علينا ان نغفل عن الدور الذي تقوم به المرأة الصحراوية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية متحدية جبروت الجلادين و السجانين و جميع القوى الشيطانية التي يواجهها بها الغزات  ان الكلام في جزء واحد من هذه السلسلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في الصحراء الغربية من طرف النظام المغربي بمختلف ما يملك مصطلح حقوق الانسان من مدلول قد لا يفي هذا المجال الخطير حقه ذلك ان الجرائم المغربية المرتكبة في حق الصحراويين اكثر من ان يحصرها اي بحث مهما كانت دقته ,والتي يمارسها المحتل سرا و علنا  امام صمتا دوليا رهيبا و هو ما يشجعه على التمادي في مواصلة هذه الخروقات ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق و الاعراف
كل هذه التجربة ستبقى في سجل الشعب الصحراوي البطل و سيبقى التاريخ حافظا لها تبدي للأجيال المتصاعدات  مقاومة المرأة الصحراوية عبر التاريخ و هي المجردة من السلاح و لا تحمل سوى سلاح الايمان بالوطن و امتلاك قوة الارادة التي لا تقهرها قنابل العدو و لا تثنيها السجون و التهديدات عن عهد اقرته للشهداء من بررة هذا الوطن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È